الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الكامل في التاريخ (نسخة منقحة)
.ذكر ولاية صمصام الدولة العراق وملك أخيه شرف الدولة بلاد فارس: فلما وصلا إلى أرجان أتاهما خبر وصول شرف الدولة إلى شيراز، فعادا إلى الأهواز. وكان شرف الدولة بكرمان، فلما بلغه خبر وفاة أبيه سار مجداً إلى فارس فملكها، وقبض على نصر بن هارون النصراني، وزير أبيه، وقتله لأنه كان يسيء صحبته أيام أبيه، وأصلح أمر البلاد، وأطلق الشريف أبا الحسين محمد بن عمر العلوي، والنقيب أبا أحمد الموسوي والد الشريف الرضي، والقاضي أبا محمد بن معروف، وأبا نصر خواشاذه، وكان عضد الدولة حبسهم، وأظهر مشاقة أخيه صمصام الدولة، وقطع خطبته، وخطب لنفسه، وتلقب بتاج الدولة، وفرق الأموال، وجمع الرجال، وملك البصرة وأقطعها أخاه أبا الحسين، فبقي كذلك ثلاث سنين إلى أن قبض عليه شرف الدولة، على ما نذكره إن شاء الله تعالى. فلما سمع صمصام الدولة بما فعله شرف الدولة سير إليه جيشاً، واستعمل عليهم الأمير أبا الحسن بن دبعش، حاجب عضد الدولة، فجهز تاج الدولة عسكراً واستعمل عليهم الأمير أبا الأعز دبيس بن عفيف الأسدي، فالتقيا بظاهر قرقوب، واقتتلوا، فانهزم عسكر صمصام الدولة، وأسر دبعش فاستولى حينئذ أبو الحسين بن عضد الدولة على الأهواز، وأخذ ما فيها وفي رامهرمز، وطمع في الملك، وكانت الوقعة في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. .ذكر قتل الحسين بن عمران بن شاهين: وكان سبب قتله أنه حسده على ولايته ومحبة الناس له، فاتفق أن أختاً لهما مرضت، فقال أبو الفرج لأخيه الحسين: إن أختنا مشفية، فلو عدتها؛ ففعل وسار إليها، ورتب أبو الفرج في الدار نفراً يساعدونه على قتله، فلما دخل الحسين الدار تخلف عنه أصحابه، ودخل أبو الفرج معه وبيده سيفه، فلما خلا به قتله، ووقعت الصيحة، فصعد إلى السطح وأعلم العسكر بقتله، ووعدهم الإحسان فسكتوا، وبذل لهم المال، فأقروه في الأمر، وكتب إلى بغداد يظهر الطاعة، ويطلب تقليده الولاية، وكان متهوراً جاهلاً. .ذكر عود ابن سيمجور إلى خراسان: وبلغ الخبر إلى أبي العباس فسار عن بخارى في جمع كثير إلى مرو، وترددت الرسل بينهم، فاصطلحوا على أن تكون نيسابور وقيادة لأبي العباس، وتكون بلخ لفائق، وتكون هراة لأبي علي بن أبي الحسن بن سيمجور، وتفرقوا على ذلك، وقصد كل واحد منهم ولايته. .ذكر عدة حوادث: .سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة: .ذكر موت مؤيد الدولة وعود فخر الدولة إلى مملكته: وجلس صمصام الدولة للعزاء ببغداد، فأتاه الطائع لله معزياً، فلقيه في طيارة. لما مات مؤيد الدولة تشاور أكابر دولته فيمن يقوم مقامه، فأشار الصاحب إسماعيل بن عباد بإعادة فخر الدولة إلى مملكته، إذ هو كبير البيت، ومالك تلك البلاد قبل مؤيد الدولة، ولما فيه من آيات الإمارة والملك. فكتب إليه واستدعاه، وهو بنيسابور، وأرسل الصاحب إليه من استخلفه لنفسه، وأقام في الوقت خسرو فيروز بن ركن الدولة ليسكن الناس إلى قدوم فخر الدولة. فلما وصلت الأخبار إلى فخر الدولة سار إلى جرجان، فلقيه العسكر بالطاعة، وجلس في دست ملكي في رمضان بغير منةٍ لأحدٍ، فسبحان من إذا أراد أمراً كان. ولما عاد إلى مملكته قال له الصاحب: يا مولانا قد بلغك الله، وبلغني فيك ما أملته، ومن حقوق خدمتي لك إجابتي إلى ترك الجندية، وملازمة داري والتوفر على أمر الله. فقال: لا تقل هذا، فما أريد الملك إلا لك، ولا يستقيم لي أمر إلا بك، وإذا كرهت ملابسة الأمور كرهتها أنا أيضاً وانصرفت. فقبل الأرض، وقال الأمر لك؛ فاستوزره وأكرمه وعظمه، وصدر عن رأيه في جليل الأمور وصغيرها. وسيرت الخلع من الخليفة إلى فخر الدولة، والعهد واتفق فخر الدولة وصمصام الدولة فصار يداً واحدةً. .ذكر عزل أبي العباس عن خراسان وولاية ابن سيمجور: وكان أبو العباس حينئذ بمرو، فلما سمع أبو الحسن بن سيمجور وفائق بوصول عسكر فخر الدولة إلى نيسابور قصدوهم، فانحاز عسكر فخر الدولة عبد الرزاق، وأقاموا ينتظرون أبا العباس، ونزل ابن سيمجور ومن معه بظاهر نيسابور، ووصل أبو العباس فيمن معه واجتمع بعسكر الديلم، ونزل بالجانب الآخر، وجرى بينهم حروب عدة أيام، وتحصن ابن سيمجور بالبلد، وأنفذ فخر الدولة إلى أبي العباس عسكراً آخر، أكثر من ألفي فارس، فلما رأى ابن سيمجور قوة أبي العباس انحاز عن نيسابور، فسار عنها ليلاً، وتبعه عسكر أبي العباس، فغنموا كثيراً من أموالهم ودوابهم، واستولى أبو العباس على نيسابور، وراسل الأمير نوح بن منصور يستميله ويستعطفه، ولج ابن عزيز في عزله، ووافقه على ذلك والدة الأمير نوح، وكانت تحكم في دولة ولدها، وكانوا يصدرون عن رأيها، فقال بعض أهل العصر في ذلك: .ذكر انهزام أبي العباس إلى جرجان ووفاته: وقصد أبو العباس جرجان، وبها فخر الدولة، فأكرمه وعظمه، وترك له جرجان ودهستان وأستراباذ صافية له ولمن معه، وسار عنها إلى الري، وأرسل إليه من الأموال والآلات ما يجل عن الوصف. وأقام أبو العباس بجرجان هو وأصحابه، وجمع العساكر وسار نحو خراسان، فلم يصل إليها، وعاد إلى جرجان وأقام بها ثلاث سنين، ثم وقع بها وباء شديد مات فيه كثير من أصحابه، ثم مات هو أيضاً، وكان موته سنة سبع وسبعين، وقيل: إنه مات مسموماً. وكان أصحابه قد أساؤوا السيرة مع أهل جرجان، فلما مات ثار بهم أهلها ونهبوهم، وجرت بينهم وقعة عظيمة أجلت عن هزيمة الجرجانية، وقتل منهم خلق كثير، وأحرقت دورهم، ونهبت أموالهم، وطلب مشايخهم الأمان، فكفوا عنهم، وتفرق أصحابه، فسار أكثرهم إلى خراسان، واتصلوا بأبي علي بن أبي الحسن بن سيمجور، وكان حينئذ صاحب الجيش مكان أبيه، وكان والده قد توفي فجأةً، وهو يجامع بعض حظاياه، فمات على صدرها، فلما مات قام بالأمر بعد ابنه أبو علي، واجتمع إخوته على طاعته، منهم أخوه أبو القاسم وغيره، فنازعه فائق الولاية، وسنذكر ذلك سنة ثلاث وثمانين عند ملك الترك بخارى، إن شاء الله تعالى. .ذكر قتل أبي الفرج محمد بن عمران وملك أبي المعالي ابن أخيه الحسن: وسبب قتله أن أبا الفرج قدم الجماعة الذين ساعدوه على قتل أخيه، ووضع من حال مقدمي القواد، فجمعهم المظفر بن علي الحاجب، وهو أكبر قواد أبيه عمران وأخيه الحسن، وحذرهم عاقبة أمرهم، فاجتمعوا على قتل أبي الفرج، فقتله المظفر وأجلس أبا المعالي مكانه، وتولى تدبيره بنفسه، وقتل كل من كان يخافه من القواد، ولم يترك معه إلا من يثق به، وكان أبو المعالي صغيراً. .ذكر استيلاء المظفر على البطيحة: ثم إنه عهد إلى ابن أخته أبي الحسن علي بن نصر الملقب بمهذب الدولة، وكان يلقب حينئذ بالأمير المختار، وبعده إلى أبي الحسن علي بن جعفر، وهو ابن أخته الأخرى، وانقرض بيت عمران بن شاهين، وكذلك الدنيا دول، وما أشبه حاله بحال باذٍ، فإنه ملك، وانتقل الملك إلى ابن أخته ممهد الدولة ابن مروان. .ذكر عصيان محمد بن غانم: فأرسل فخر الدولة إلى أبي النجم بدر بن حسنويه ينكر ذلك عليه، ويأمره بإصلاح الحال معه، ففعل، وراسله، فاصطلحوا أول سنة أربع وسبعين وبقي إلى سنة خمس وسبعين، فسار إلى جيش لفخر الدولة، فقاتله، فأصابته طعنة، وأخذ أسيراً، فمات من طعنته. .ذكر انتقال بعض صنهاجة من إفريقية إلى الأندلس وما فعلوه: وسبب ذلك أنهم وقع بينهم وبين أخيهم حماد حروب وقتال على بلاد بينهم، فغلبهم حماد، فتوجهوا إلى طنجة ومنها إلى قرطبة، فأنزلهم محمد بن أبي عامر وسر بهم، وأجرى عليهم الوظائف وأكرمهم، وسألهم عن سبب انتقالهم، فأخبروه، وقالوا له: إنما اخترناك على غيرك، وأحببنا أن نكون معك نجاهد في سبيل الله. فاستحسن ذلك منهم، ووعدهم ووصلهم، فأقاموا أياماً. ثم دخلوا عليه وسألوه إتمام ما وعدهم به من الغزو، فقال: انظروا ما أردتم من الجند نعطكم؛ فقالوا: ما يدخل معنا بلاد العدو غيرنا إلا الذين معنا من بني عمنا، وصنهاجة وموالينا؛ فأعطاهم الخيل والسلاح والأموال، وبعث معهم دليلاً، وكان الطريق ضيقاً، فأتوا أرض جليقية، فدخلوها ليلاً، وكمنوا في بستان بالقرب من المدينة، وقتلوا كل من به وقطعوا أشجاره. فلما أصبحوا خرج جماعة من البلد فضربوا عليهم وأخذوهم وقتلوهم جميعهم ورجعوا. وتسامع العدو، فركبوا في أثرهم، فلما أحسوا بذلك كمنوا وراء ربوة، فلما جاوزهم العدو خرجوا عليهم من وراءهم، وضربوا في ساقتهم وكبروا، فلما سمع العدو تكبيرهم ظنوا أن العدد كثير، فانهزموا، وتبعهم صنهاجة، فقتلوا خلقاً كثيراً، وغنموا دوابهم وسلاحهم وعادوا إلى قرطبة، فعظم ذلك عند ابن أبي عامر، ورأى من شجاعتهم ما لم يره من جند الأندلس، فأحسن إليهم وجعلهم بطانته. .ذكر غزو ابن أبي عامر إلى الفرنج بالأندلس: فخرج إليها ونازلها، وهي من أعظم مدائنهم، واستمد أهلها الفرنج، فأمدوهم بجيوش كثيرة، واقتتلوا ليلاً ونهاراً، فكثر القتل فيهم، وصبرت صنهاجة صبراً عظيماً، ثم خرج قومص كبير من الفرنج لم يكن لهم مثله، فجال بين الصفوف وطلب البراز، فبرز إليه جلالة بن زيري الصنهاجي فحمل كل واحد منهما على صاحبه، فطعنه الفرنجي فمال عن الطعنة وضربه بالسف على عاتقه فأبان عاتقه، فسقط الفرنجي إلى الأرض، وحمل المسلمون على النصارى، فانهزموا إلى بلادهم، وقتل منهم ما لا يحصى وملك المدينة. وغنم ابن أبي عامر غنيمة عظيمة لم ير مثلها، واجتمع من السبي ثلاثون ألفاً، وأمر بالقتلى فنضدت بعضها على بعض، وأمر مؤذناً أذن فوق القتلى المغرب، وخرب مدينة قامونة، ورجع سالماً وهو وعساكره. .ذكر وفاة يوسف بلكين وولاية ابنه المنصور: وسبب مضيه إليها أن خزرون الزناتي دخل سجلماسة، وطرد عنها نائب يوسف بلكين، ونهب ما فيها من الأموال والعدد، وتغلب على فارس زيري ابن عطية الزناتي، فرحل يوسف إليها، فاعتل في الطريق بقولنج، وقيل خرج في يده بثرة فمات منها، فأوصى بولاية ابنه المنصور، وكان المنصور بمدينة أشير، فجلس للعزاء بأبيه، وأتاه أهل القيروان وسائر البلاد يعزونه بأبيه وينهونه بالولاية، فأحسن إلى الناس وقال لهم: إن أبي يوسف وجدي زيري كانا يأخذان الناس بالسيف، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، ولست ممن يولى بكتاب ويعزل بكتاب، يعني أن الخليفة بمصر لا يقدر على عزله بكتاب. ثم سار إلى القيروان، وسكن برقادة، وولي الأعمال، واستعمل الأمراء وأرسل هدية عظيمة إلى العزيز بالله بمصر، قيل: كانت قيمتها ألف ألف دينار، ثم عاد إلى أشير، واستخلف على جباية الأموال بالقيروان، والمهدية، وجميع إفريقية إنساناً يقال له عبدالله بن الكاتب. .ذكر أمر باذ الكردي بني مروان وملكه الموصل: وحصل بثغور ديار بكر، وأقام بها إلى أن استفحل أمره وقوي، وملك ميافارقين وكثيراً من ديار بكر بعد موت عضد الدولة، ووصل بعض أصحابه إلى نصيبين، فاستولى عليها، فجهز صمصام الدولة إليه العساكر مع أبي سعد بهرام بن أردشير، فواقعه، فانهزم بهرام وأسر جماعة من أصحابه، وقوي أمر باذ، فأرسل صمصام الدولة إليه أبا القاسم سعد بن محمد الحاجب في عسكر كثير، فالتقوا بباجلايا على خابور الحسينية، من بلد كواشى، واقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم سعد وأصحابه، واستولى باذ على كثير من الديلم، واقتتلوا قتالاً شديداً، فانهزم سعد وأصحابه، واستولى باذ على كثير من الديلم، فقتل وأسر، ثم قتل الأسرى صبراً. وفي هذه الوقعة يقول أبو الحسين البشنوي: يعنى باذاً، وسنذكر سببه سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، إن شاء الله تعالى. ولما هزم باذ الديلم وسعداً، وفعل بهم ما تقدم ذكره، سبقه سعد فدخل الموصل، وسار باذ في أثره، فثار العامة بسعد لسوء سيرة الديلم فيهم، فنجا منهم بنفسه، ودخل باذ إلى الموصل واستولى عليها، وقويت شوكته، وحدث نفسه بالتغلب على بغداد وإزالة الديلم عنها، وخرج من حد المتطرفين، وصار في عداد أصحاب الأطراف. فخافه صمصام الدولة، وأهمه أمره وشغله عن غيره، وجمع العساكر ليسيرها إليه، فانقضت السنة. وقد حدثني بعض أصدقائنا من الأكراد الحميدية ممن يعتني بأخبار باذ أن باذاً كنيته أبو شجاع، واسمه باذ، وأن أبا عبدالله هو الحسين بن دوستك، وهو أخو باذ، وكان ابتداء أمره أنه كان يرعى الغنم، وكان كريماً جواداً، وكان يذبح الغنم التي له ويطعم الناس، فظهر عنه اسم الجود، فاجتمع عليه الناس، وصار يقطع الطريق، وكلما حصل له شيء أخرجه، فكثر جمعه، وصار يغزو، ثم إنه دخل أرمينية، فملك مدينة أرجيش، وهي أول مدينة ملكها، فقوي بها، وسار منها إلى ديار بكر، فملك مدينة آمد، ثم ملك مدينة ميافارقين وغيرها من ديار بكر، وسار إلى الموصل فملكها كما ذكرناه. .ذكر عدة حوادث: وفيها وزر أبو محمد علي بن العباس بن فسانجس لشرف الدولة. وفيها، في ربيع الأول، انقض كوكب عظيم أضاءت له الدنيا، وسمع له مثل دوي الرعد الشديد. وفيها غلت الأسعار بالعراق وما يجاوره من البلاد، وعدمت الأقوات، فمات كثير من الناس جوعاً. وفيها وزر أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن سعدان لصمصام الدولة. وفيها ورد القرامطة إلى قريب بغداد، وطمعوا بموت عضد الدولة، فصولحوا على مال أخذوه وعادوا. وفيها، في جمادى الآخرة، توفي سعيد بن سلام أبو عثمان المغربي بنيسابور، ومولده بالقيروان، ودخل الشام، فصحب الشيوخ منهم أبو الخير الأقطع وغيره، وكان من أرباب الأحوال. ثم دخلت: .سنة أربع وسبعين وثلاثمائة: .ذكر عود الديلم إلى الموصل وانهزام باذ: وأرسل زيار عسكراً مع سعد الحاجب في طلب باذ، فسلكوا على جزيرة ابن عمر، وأرسل عسكراً آخر إلى نصيبين، فاختلفوا على مقدميهم، فلم يطاوعوهم على المسير إليه، وكان باذ بديار بكر قد جمع خلقاً كثيراً فكتب وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان، وبذل له تسليم ديار بكر إليه، فسير إليها جيشاً، فلم يكن لهم قوة بأصحاب باذ، فعادوا إلى حلب، وكانوا قد حصروا ميافارقين، فلما شاهد سعد ذلك من عسكره أعمل الحيلة في قتل باذ، فوضع رجلاً على ذلك، فدخل الرجل خيمة باذ ليلاً، وضربه بالسيف، وهو يظن أنه يضرب رأسه، فوقعت الضربة على ساقه، فصاح، وهرب ذلك الرجل، فمرض باذ من تلك الضربة، فأشفى على الموت، وكان قد جمع معه من الرجال خلقاً كثيراً، فراسل زياراً وسعداً يطلب الصلح، فاستقر الحال بينهم، واصطلحوا على أن تكون داير بكر لباذ، والنصف من طور عبدين أيضاً، وانحدر زيار إلى بغداد، وأقام سعد بالموصل.
|